الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة فيلم "زمن أرمجيدون" لدجايمز غراي في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان": أناقة وتواضع

نشر في  21 ماي 2022  (09:47)

 بقلم الناقد السينمائي طاهر الشيخاوي- مراسلنا من مهرجان كان

يعتبر دجايمز غراي James Gray من أهم المخرجين المؤلفين بالولايات المتحدة. يعود إلى مهرجان "كان" للمرّة الخامسة بفيلم "زمن أرمجيدون". يختلف دجايمز غراي عن زملائه المؤلفين بأمريكا من حيث وفاؤه الثابت لجملة من المبادئ التي يمكن تلخيصها كالتالي : نزعة حميمية نأت به عن الفرجوية المفرطة ؛ اشتغاله مع نفس الفريق التقني ؛ معالجته لمسألة الإختيار ؛ موضوع الأبوة ؛ الإلتجاء إلى أسماء معروفة في التمثيل.

لم يحد على أي من هذه المبادئ في عمله الأخير "زمن أرمجيدون" بل ربما رجع إلى أصول هذه الوحدة في نظرته للسينما. لا يخلو الشريط من ترجمة ذاتية، فقصة المراهق بول مستوحاة من حياة المخرج.

تلميذ ذكي، مغرم بالرسم ولكنه لا يتحلى دوما بما يكفي من الجدّية بل ينزع إلى تسلية رفاقه وان كان على حساب الدرس، لا يستجيب دوما لنصائح أبويه، يستمع فقط لجدّه (انتوني هوبكنز) الذي يمثل في رأيه مصدر الحقيقة الوحيد.

علاقته مع رفيقه الأسود المشاغب كادت تؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه لولا تدخل ضابط شرطة تبين أنه مدين لوالد بول بخدمة سابقة. يقرر أبواه ترسيمه في مدرسة خاصة محافظة جدا. أحداث تذكر بفيلم تروفو الأول "الأربعون ضربة" مع حرص على رسم السياق السياسي للأحداث التي تدور في الثمانينات.

مرحلة من تاريخ الولايات المتحدة تهيئ لقدوم اليمين المحافظ. يلتقي فيها الحاضر بالماضي بطريقة ما، حاضر المخاطر المهددة للحريات والعدالة وماضي العائلة اليهودية القادمة من أوروبا الهتليرية. كل ذلك دون مباشرتية، بما يكفي من الأناقة والتواضع النادرين في هذه النوعية من الأفلام. تتقاطع مسألة الخلافات العائلية والصراع مع الأب مع المسألة الاجتماعية وما يشق المجتمع من اختلالات.